-A +A
فاطمة آل تيسان
لازالت الحملة على الشهادات الوهمية في أوجها وفي كل يوم تسقط إحداها في تضامنية غير مسبوقة لمحاربة هذا النوع من الزيف المستشري، وكما قلنا في السابق ليت كل ما هو مدلس وفاسد يحظى بهذا الاهتمام والاتحاد لمحاربته.
ولكن هل لنا بوقفة تساؤل صادقة؟ ترى هل الشهادات الأكاديمية أو العلمية هي وحدها من دخلها الزيف أم هناك شهادات أخرى وفي مجالات حيوية تلامس عقل الفرد بل وفكره شملها الزيف؟! حتى وإن كان بعضها لم يمنح كمستند مادي فهي تمنح معنويا لأشخاص ليس لهم علاقة مباشرة بالمجال كأن يصنف أحدهم أديبا أو مثقفا ويدير مؤسسة ثقافية أو صحفيا أو سواه وهو لايفقه شيئا في المجال بل يعتمد على سقط المتاع من زملاء بعضهم تعلم بالسليقة كيفية صياغة الخبر الصحفي وهؤلاء أحسن حالا منه فقد بذلوا الجهد ليتعلموا، أما هو فيرتكب الجرم ومن يقف معه لأنه أخذ مكان غيره الأجدر والأفضل.

وغير ذلك ممن يخلع عليهم لقب أكاديمي وتربوي ومدرب معتمد وهكذا، وجميعهم يفتقدون للتأهيل والشهادة المعتمدة الحقيقية بل البعض منحها لهم دون مراعاة للأهلية أو الاستحقاق وإنما كنوع من الجميل أو لمكانة اجتماعية أو وظيفية يحتلها الشخص.
فإذا كان النظام سيطبق في حق أصحاب الشهادات العلمية الوهمية فمن الأولى ضم البقية للتطهير وكشف زيف الجميع وإن كانت هناك مواقع هي من تكشف زيف أصحابها وهي واضحة للعيان لكن لا أحد يلقي بالا لها.
إن أخطر أنواع الزيف هو ما يستهدف فكر المجتمعات وثقافاتها وهذا الزيف الأجدر بالمحاربة لكن الواقع يقول غير ذلك، فالمزيف في هذا المجال يحظى بالدعم والمساندة وذلك الحقيقي يقصى بعيدا بل وقد يحارب فكره ويلصق به التهم!!
لذا فمن العدل محاربة الوهمي من شهادة علمية كانت أو فكرا ولا نتغاضى عن تطبيق النظام في حق أي طرف صغر أو كبر، بل ونبتعد عن المجاملة وجبر الخواطر حتى يمكن لأهدافنا أن تتحقق في النهاية ونقضي على كل ما هو مزيف.